بودكاست أشياء صغيرة

post-header

الجدول الزمني للحلقة

00:04 العادات الصباحية

01:08 المُقدمة التعريفية بالبودكاست

01:57 تعريف العادة

03:13 رحلة العادات: من سلوك إلى عادة

05:45 أثر العادات

يمكنك الاستماع إلى البودكاست عبر المنصات التالية

العادات الصباحية

ايش هو أول شي عملته أول ما نهضت من النوم صباح اليوم؟ هل  فتحت تلفونك مباشرةً على الواتساب أو السوشيال ميديا مثلًا؟ هل وقفت المنبه أكثر من مرة قبل لا تقوم؟ أم إنك من أصحاب الإرادة القوية وأول شي عملته هو إنك غسلت وجهك؟ أيّا كانت إجابتك؛ فكر ايش أول شي قمت به صباح الأمس؟ أو اليوم اللي قبله؟ شو هو أول شيء كنت تقوم به في الصباح طول الشهر الماضي؟ معظم أيامك بدأت بنفس الطريقة، صح؟!

المُقدمة التعريفية بالبودكاست

مرحبًا بكم في بودكاست “أشياء صغيرة” المُقدّم لكم من شركة بيئة بسلطنة عُمان أنا “رياض عاشور” وهذي الحلقة الأولى من بودكاست معرفي ياخذنا بجولة خفيفة وممتعة لفهم العالم العجيب للعادات والسلوك ونبسّط فيها الطرق والاكتشافات اللي تساعدنا في بناء العادات المفيدة وترك العادات السيئة بودكاست أشياء صغيرة رح نقترب من سلوكياتنا اليومية ونعرف ليش نمارسها  وكيف ممكن نغيرها أو نغيّر من سلوكيات اللي حولنا كل هذا بالاستناد إلى مواد وبحوث علمية وسواءً كنت تبحث عن تغيير عاداتك انت كشخص أو تسعى للتأثير في من حولك وتغيير سلوكياتهم للأفضل فهذا البودكاست راح يكون إضافة مناسبة لقائمتك المفضلة.

تعريف العادة 

إذا كنت إنسان طبيعي مثلي فعلى الأغلب يبدأ صباحك بسلوك مكرر كل يوم! وأيًّا كان هذا السلوك، فمن الواضح إنك تعوّدت عليه وتلقائيا صار رفيقك الدائم اللي ما يحتاج تركيزك، هذا السلوك تسلل ليومك بخفة وهدوء لحد ما صار “عادة”!ولكن! هل للعادات فعلا قوة خفية في حياتك مثل ما يقولوا؟وليش مهم تفهم طرق تشكل سلوكياتك وعاداتك؟ هذا اللي رح نكتشفه مع بعض

يُمكن تعريف العادة بأنها سلوك أو فعل نقوم به تلقائيابدون تفكير أو جهد يُذكر. أو لو حبينا نلبس قبعة العلماء فبنقول إنها روتين سلوكي يتكرر بانتظام ويميل إلى الحدوث دون وعي.  فتخيلوا بأن ٤٣٪ من سلوكياتنا اليومية أصلها العادات بحسب بعض الدراسات، فتنشأ العادة تلبية لطلب الدماغ في البحث عن وسائل وطرق لتوفير الجهد والطاقة وبالتالي فهو يحول أيّ أمر روتيني لعادة نقوم بها من دون أن نحتاج للتركيز فيها.

رحلة العادات: من سلوك إلى عادة

 ودخلت عدة دوارات ولفيت كذا لفة وكل شوي تاخذلك رشفة من كوب الكرك أو القهوة اللي معك وبنفس الوقت عقلك مركز مع كلامي لكن خلنا نرجع للفترة اللي تعلمت فيها القيادة ولأول مرة سقت فيها سيارة، أكيد بديت القيادة بكل حذر وتركيز وكنت تنتبه لكل تصرف تقوم به وكانت هناك العشرات، وربما المئات، من الأشياء اللي لازم تفكر فيها فمثلًا تتأكد من أنك تمشي في المسار الصحيح وبالسرعة المناسبة، وبين لحظة وأخرى تشوف على مختلف المرايا، ومع كل منعطف ودوار ترتبك، وكل سيارة تقرب صوبك أو تتجاوزك توترك ولو كنت من زمن الطيبين مثلي اللي تعلم القيادة  على “الجير العادي” فهذي قصة أخرى، مليون تفصيل وتفصيل يتطلب تركيزك، أما اليوم بعد ما تعودت على القيادة، صرت تسوق السيارة من مكان لآخر تلقائيا وبدون تركيز وعلى الأغلب انت تسوق  وتسوي أشياء ثانية بعد، تسولف مع اللي معك تستمع للبودكاست، تغير محطات الراديو،  أو يمكن تستخدم هاتفك، واللي هو بالمناسبة تصرف خطير ولازم تتوقف عن القيام به انزين ايش اللي تغير مع الوقت؟اللي حصل هو إن عقلك تأقلم تدريجيا مع سلوك القيادة فانتقل من شيء تشوفه صعب ومُتعب ويتطلب الكثير من الجهد والتركيز، إلى عادة روتينية تقوم بها بدون تفكير وبدلًا من إنك تبذل طاقتك وجهدك في التفكير في كل خطوة تقوم بها خلال قيادة السيارة فإن دماغك، مع كل الشكر، يوّفرهم لمهام أكثر أهمية وتحتاج كل طاقتك وتركيزك واحنا نمر بهذه الرحلة من تحويل أفعالنا من “سلوك جيد” إلى “عادة” مع مئات أو آلاف السلوكيات خلال مختلف مراحل حياتنا، كما إننا نحاول نقوم  بالعكس فنحاول نتوقف عن عادة سيئة مثل “إهمال وجبة الإفطار” أو “استهلاك البلاستيك اليومي” بشتى الطرق. وأكيد مرت عليك قصص نجاح تحكي بين تفاصيلها عن روتين يومي مليان عادات مهمة، واللي يخلينا نستنتج بأن قدرتنا على اكتساب العادات الجيدة وكسر العادات السيئة لها علاقة مباشرة بنجاحاتنا!

أثر العادات

هل تعتقد بأن عادة بسيطة مثل اجتماع عائلة على وجبة عشاء ممكن يؤثر على الأداء الدراسي لأطفالهم؟ على ما يبدو فإن بعض الدراسات بينت فعلا بأنه أطفال هذه العوائل حصلوا على درجات دراسية أفضل وأظهروا ثقة وقدرة أكبر في إدارة مشاعرهم، ويقال بأن العادات الجيدة مثل فيروس لطيف يعدي العادات الأخرى ويؤثر عليها بطريقة إيجابية، وهذا ما أثبتته دراسة اهتمت بآثار ممارسة الرياضة على الروتين اليومي، فالأشخاص اللي التزموا بالرياضة -ولو مرة أسبوعيا- بدأوا يغيروا عادات أخرى غير مرتبطة بالرياضة، أكلهم الصحي تحسن وزاد إنتاجهم العملي وصاروا يصرفوا مال أقل! عادة تجر عادة. وبالجانب الآخر،الكثير من الدراسات الأمريكية خلال العقد الأخير ركزت على أهم مسببات الوفاة بين الأمريكيين ومن الملفت للنظر إن  أحد أهم الأشياء المشتركة بينها هو اتفاقها على  النسبة العالية للوفيات المرتبطة بالعادات السيئة واللي تصل لحوالي 40% أو تتجاوزها! فبحسب الدراسات فإن  عادات سيئة مثل النظام الغذائي السيئ والتدخين والإجهاد وعدم ممارسة الرياضة وغيرها، هي من المسببات الرئيسية للأمراض القاتلة والوفاة. بل إن إحدى هذي الدراسات أشارت إن 21% من الوفيات حول العالم مرتبطة بالعادات الغذائية السيئة مثل الإكثار من اللحوم الحمراء والمشروبات السُكريّة وعدم تناول ما يكفي من الخضروات والفواكه وهذي الأمثلة والدراسات  دليل واضح لأهمية  السلوكيات والعادات مهما بدت صغيرة وبسيطة مثل ترتيب السرير صباحا أو تدخين سيجارة يوميا هذي العادات قد تكون الخطوة الأولى لنمط حياة صحية وإنجازات عديدة أو الخطوة الأولى لنمط حياة خامل بأهداف مؤجلة احنا نصنع عاداتنا وبعدها هي التي تصنعنا وتُشّكل شخصياتنا على المدى الطويل.

كل واحد فينا يطمح إنه يكون إنسان صحي في حياته ومميز في مجال اهتمامه إذًا ليش نستصعب الالتزام بالعادات الجيدة بالرغم من إننا نعرف أهميتها لنا؟ مثلًا، أنا أعرف أهمية ممارسة الرياضة اليومية لجسمي ولكن بالرغم من هذا فآخر مرة ركضت فيها كانت من أشهر، أو ليش ما نقدر ترك العادات السيئة؟ مثل استخدام الهاتف أثناء القيادة بالرغم من معرفتنا بخطر هذا علينا؟ إحنا بالتأكيد واعين وفاهمين قيمة هذه العادات ونعرف التصرف الصحيح من الخاطئ ولكننا في أحيان كثيرة، نواجه صعوبة في ترك عادة أو تكوين أخرى لأننا ما ندرك قوة العادة والطرق اللي نستطيع من خلالها تحويل سلوك معين إلى عادة فأنا مثلا مدرك بأني لازم أنام على الأقل ٨ ساعات كل ليلة عشان أكون بكامل قواي العقلية بالدوام لكن ما أعرف كيف أقنع نفسي قبل النوم بترك التلفون وإنه منشورات انستقرام .. والريلز بعدهم بيكونوا موجودين باليوم الثاني.. لذلك جاء بودكاست “أشياء صغيرة”جاء ليتكلم عن الخطوات الصغيرة والبسيطة اللي ممكن إنه تساعدنا في التغيّر في إنه نلتزم بالعادات والسلوكيات اللي نريد إنها تكون جزء منا، سواءً كان هذا الهدف هو قراءة 20 صفحة يوميًا أو تحفيز العائلة على عدم الإسراف في الأكل خلال شهر رمضان أو تشجيع فريق العمل على الالتزام بمواعيد الـ “ديدلاين” أو حث المجتمع على تتبع عادات بيئية معينة رح نتكلم معكم في بودكاست “أشياء صغيرة” عن الأسباب  وراء سلوكياتنا والخطوات البسيطة لبناء عادة معينة أو تركها، نشارككم قصص نجاح أساسها قوة الدوافع ودروس لأشخاص تأثروا بالبيئة المحيطة جاء هذا البودكاست عشان يخبرنا عن إن فيه سلوكيات نقوم بها خوفًا من الخسارة وأخرى طمعًا في الربح، وهناك عادات نواصل فيها لأننا نحس بأننا قطعنا شوط كبير وحرام نوقف الحين مثلما نشوف حد يواصل العمل على مشروع تجاري خاسر لأنه متعلق فيه.

ورح يكشف لنا السر الكبير وراء شعورنا بألم وندم أقل لما ندفع باستخدام البطاقة البنكية مقارنةً لما ندفع بـ “الكاش”.

كل هذه المسببات والعوامل وأكثر راح تكون محور الحلقات القادمة من “أشياء صغيرة” قبل لا نختم بشارككم قصة سمعتها -غير متأكد من أسماء شخصياتها- ولكني متأكد من أنها حصلت، يُروى بأنه رجل ما في زمن بعيد كان راكب حصانه ويمضي بسرعة  فسأله شخص جالس على الرصيف: وين رايح؟؟فرد عليه :ما أعرف، اسأل الحصان! هذي قصتنا جميعا.. الحصان هو عاداتنا اليومية، العادات اللي تدير حياتنا، فخلونا نوقف شوي وندوّن أهم العادات اللي نمارسها ونراقبها يوميا لحين موعد الحلقة القادمة اللي نأمل بأنك رح تفعل جرس التنبيهات عشان لا تفوتك! وأخيرًا شارك هذي الحلقة مع صاحبك اللي تعتقد راح يهمه الموضوع. وتذكر بأن كل الإنجازات الكبيرة تبدأ بتراكم أشياء صغيرة.. نراكم على خير. 

مصادر

Thinking, Fast and SlowDaniel Kahneman

How to Change book – Katy Milkman

دراسة 2014: https://bit.ly/3PfOk9J

دراسة 2015: https://nbcnews.to/3AREmqQ

دراسة 2022: https://bit.ly/3BbPe39

العادات وحفظ الطاقة: كتاب “قوة العادات”، ص28 (إلكتروني)

Up to Half of U.S. Premature Deaths Are Preventable; Behavioral Factors Key

Up to 40 percent of annual deaths from each of five leading US causes are preventable