الاستهلال
صوت ١: تعرف ايش هدفي بالحياة يا محمد؟
صوت ٢: ايش هدفك؟
صوت١: إني أخسر المبلغ اللي استثمرته بشركتي
صوت٢: زييين بصراحة زييين.. أنا بعدني ادور هدفي بالحياة.. ولا أقولك، أظن حصلته.. أريد وزني يوصل ١٠٠ كيلو!
أكيد متعجب من الحوار الغريب اللي ماله وجود بالواقع أبدا، لأنه من يريد يفلس أو يتعب صحته بالعمد؟ماحد طبعا! ولكن.. صدق أو لا تصدق كثير من العادات بحياتنا تأخذنا بعكس اتجاه طموحاتنا..ويمكن حتى باتجاه أهداف محمد وصاحبه! عشان تعرف أكثر..خليك متابع معنا!
المُقدمة التعريفية بالبودكاست
مرحبًا بكم في بودكاست “أشياء صغيرة” المُقدّم لكم من شركة بيئة بسلطنة عُمان، أنا “رياض عاشور” وهذي الحلقة التاسعة من بودكاست معرفي يأخذنا بجولة خفيفة وممتعة لفهم العالم العجيب للعادات والسلوكنبسّط فيها الطرق والاكتشافات اللي تساعدنا في بناء العادات المفيدة وترك العادات السيئة، في بودكاست أشياء صغيرة رح نقترب من سلوكياتنا اليومية ونعرف ليش نمارسها وكيف ممكن نغيرها أو نغيّر من سلوكيات اللي حولنا كل هذا بالاستناد إلى مواد وبحوث علمية سواءً كنت تبحث عن تغيير عاداتك انت كشخص أو تسعى للتأثير في من حولك وتغيير سلوكياتهم للأفضل فهذا البودكاست راح يكون إضافة مناسبة لقائمتك المفضلة.
الانحياز للوضع الراهن
كلنا نتفق بأننا نحتاج نتبنى عادات معينة لإحداث تغييرات جذرية ولأن البدايات أجمل فغالبًا حماسنا عند بدء عادة جديدة يكون أكبر من لما نريد نتخلى عن عادة قديمة ولكن هل بتصدقني إذا قلت لك بأن تكلفة بقاء بعض العادات بحياتك غالية! وكل ما تأصلت هذي السلوكيات السيئة بأيامك كل ما صار الثمن.. أغلى! إذًا، كيف نحسن عاداتنا الحالية عشان تساعدنا في العبور للمستقبل اللي نريده.. والأهم، كيف نتركها إذا صارت حجر عثرة في طريق النجاح؟ في هذه الحلقة رح نركز على موضوع التخلي عن العادات اللي تحول بينك وبين أحلامك وطموحاتك ونعرض بعض الطرق اللي ساعدت الكثيرين في إيجاد الحلقة المفقودة وعشان تتضح الصورة أكثر..خليك مركز معنا!
العادات والحياة
من مئات السنين قال رائد علم الاجتماع ابن خلدون “بأن الإنسان ابن عوائده” وعلى مدار السنوات الماضية،استمر العلم في إثبات ذلك وكما قلت في الحلقة الأولى من بودكاست “أشياء صغيرة” أن بحسب دراسات عديدة تتحكم عاداتنا بأكثر من ٤٠٪ من أفعالنا اليومية مما يعني أنها تسهم بشكل كبير في توجيه خطواتنا وإدارة قراراتنا كل ما زادت العادات الجيدة بحياتك كل ما تحسنت شخصيتك وللأسف.. العكس صحيح! واللي يذكرني بجملة سمعتها بفيلم المرأة الحديدة The Iron Lady وظل صداها معي لفترة طويلة الفيلم باختصار يعرض سيرة رئيسة وزراء بريطانيا الأسبق مارغريت ثاتشر واللي تقول فيه بالمقطع الرنان: انتبه لأفكارك فهي تتحول لكلمات وانتبه لكلماتك فهي تتحول لأفعال وانتبه لأفعالك فهي تتحول لعادات وانتبه لعاداتك فهي تتحول لطباع وطبعك.. يحدد مصيرك هذا ما قاله لي والدي دائمًا.. وأنا أظن بأنني بخير.. وأنا أظن بأننا سنكون بخير.. حقا، إذا انتبهنا لأثر هذه الأشياء الصغيرة على حياتنا اليومية.. وخططنا المستقبلية. انزين السؤال الحين هل تتوقعوا في عوامل معينة تحفز ظهور العادات بأيامنا؟ بحسب جيمس كلير،مؤلف كتاب العادات الذرية ترتبط عاداتنا بخمسة محفزات رئيسية ومهم نعرفها في رحلتنا نحو التخلي عن العادات اللي ما تفيدنا حاليا المحفزات هي الوقت والمكان والمزاج وردة الفعل والناس، فمثلا العادات اللي تظهر بالصباح ما تشبه العادات المرتبطة بالمساء وأما المكان، فما أتوقع بأنك بالجيم رح تأكل حلويات! ومزاجنا لما يكون مكتئب أو ملان غالبا يطلع أسوأ عاداتنا.. ولما يطلع لك تنبيه يخبرك عن إعجاب جديد لتغريدتك.. فإن ردة فعلك الطبيعية تحفز عادة الإبحار في تويتر، وأما المحفز الأخير فهو جبار.. جبار! أكيد سامع بمثل الصاحب.. ساحب وهذا الشيء واقعي جدا في عالم العادات فكلما كنت قريب من شخص كلما زادت فرص تقليدك لعاداته! في دراسة مطولة استمرت اثنين وثلاثين سنة تقريبا تابعت ما يقارب اثنا عشر ألف شخص في محاولة لاكتشاف إذا كان وزننا يتأثر بالناس القريبين منا مثل الأهل والأصحاب والجيران! من أهم استنتاجات الدراسة هو أن فرصة زيادة وزنك تتزايد بنسبة سبعة وخمسين بالمائة لو صاحبك من الأوزان الثقيلة *لا تخبروا صاحب محمد!* بينما إذا رفيقك كان يسعى لإنقاص وزنه…فأنت أيضا ستفقد الوزن!
سحر الدوبامين
كانت عقارب الساعة تشير للثامنة مساء في ليلة قمرية خريفية خلصت كل مشاويري وكنت مستعد أرجع للبيت وأتعشى الوجبة اللي جهزتها مسبقا كجزء من الدايت اللي اتبعه مؤخرا ولكن… وأنا أمشي للسيارة شدتني ريحة الشاورما وبدأت بتخيل طعمها بفمي فكرت بصحن السلطة مع الدجاج المشوي اللي ينتظرني ولكن رائحة الشاورما. بصراحة غلبتني القضمة الأولى كانت لذيذة الثانية كانت جيدة الثالثة بدأ شعور تأنيب الضمير يتسلل وعاد الرابعة خلاص اخترب مزاجي.. أنا طبعا كنت مدرك بأن هذي الخطوة ما رح تساعدني في تحقيق هدفي الصحي ولكني بعدني أخذتها..تعرفوا ليش صار اللي صار؟ نقدر نختصر الموضوع كله بكلمة واحدة “الدوبامين”اللي يحمسك ويحفزك للقيام بأي شيء في سبيل الحصول على مكافاة! فاللي صار معي بتلك الليلة هو أنه ريحة الشاورما خلت مخي يفرز هرمون الدوبامين لتحفيزي على تناول الشاورما للحصول على الجائزة الكبرى.. وهي الشبع!! وبعد بحثي أكثر بالموضوع لأفهم طريقة عمل هرمون الدوبامين اكتشفت بأنه كلما كان الحصول على المكافأة أسرع وبجهد أقل كلما زاد إفراز هرمون السعادة! مشكلا عادات جديدة ومحفزا لإدمان سلوكي يفسر سر تعلقنا بالسوشل ميديا واندفاعنا نحو الأكل العاطفي ويشرح بعض عاداتنا الكسولة مثل ترك النفايات جنب الحاويات بدل لا نرميها بداخلها واللي غالبا ما نحصل لها مكافأة تثير اهتمام الدوبامين مثل العادات المعلبة على شكل طعم لذيذ ومتعة بالغة وسلوك سريع تمنحنا مشاعر لحظية سعيدة بداخلها نتائج سلبية لن تظهر إلا بعد فترة طويلة…
طرق التخلص من العادات السيئة
والحين بعد ما تعرفنا على أهم خمسة محفزات رئيسية تشجع العادات على الظهور ودور الدوبامين في القيام بنفس المهمة.. نقدر ننتقل لأهم الطرق المتبعة في التخلي عن العادات السيئة أولا حدد العادات السيئة الأكثر تأثيرا عليك: مثلا لو كنت متعود تقاطع الناس وهم يتكلموا فغالبا هالعادة ممكن تأثر على حياتك الشخصية والمهنية وبالتالي ضروري تحاول تتخلص منها..خذ ورقة وقلم وحاول تكتشف المحفز والمكافأة المرتبطين بهذي العادة..عشان تحّل المعادلة! مثلًا لو كان السبب مقاطعتك لهم هو خوفك من نسيان الفكرة، خلِ معك مفكرة تدون فيها أفكارك وناقشها لاحقًا مع الفريق. ثانيا: افهم أسباب التغيير: بجانب كل عادة سيئة حط لك عدد من الأسباب اللي ناوي تغير عاداتك عشانهم وتذكر بأن كلما كان الدافع يعني لك، كلما كان نضالك أقوى.. ثالثا غير السياق: بعض العادات تحدث فقط تحت تأثير سياق معين.. فمثلا ممكن نعطي التسويف مساحة أكبر إذا نشتغل قدام التلفاز بينما لو جلسنا على مكتب أو بجانب أشخاص جالسين يشتغلوا.. فغالبًا فرص التسويف بتكون أقل! اكتشف السياق اللي يرحب بالعادات السيئة، وغيرّه! رابعًا ضع حواجز مفيدة: حيث إننا نقدر نحول السلوك السلبي إلى إيجابي لما نصعب تنفيذ المهمة..في دراسة كلاسيكية نُشرت في مجلة تحليل السلوك التطبيقي قام خلالها عدد من الباحثين باستخدام طريقة ذكية لتحفيز الأشخاص على استخدام المصعد عبر إبطاء وقت إغلاق باب المصعد بمقدار ستة عشر (16) ثانية.. هذي الثواني البسيطة واللي ممكن نسميه بعائق أو بالإنجليزي “Friction” خلت الناس تتضايق من الانتظار وبالتالي تستخدم الدرج أكثر والمدهش بأنه حتى لما رجّعوا وقت الإغلاق الطبيعي استمر الناس في صعود السلالم لأنه العادة تشكلت معاهم! وبنفس الطريقة نستطيع إضافة عوائق للتخلص من عاداتنا السيئة، فإذا كنت متعود تضغط سنووز أو غفوة وتروح عليك نومة.. أضف عائق وحط التلفون بعيد عنك.. خامسًا وأخيرا، حط خطة بديلة جاهزة: بنهاية الأمر احنا بشر، وأكيد راح نميل للتراجع بلحظات كثيرة بهذي الأوقات ينصح الخبراء بوضع خطة جاهزة لكل عادة سيئة تود التخلص منها.. مثلا أنت عارف بأن موبايلك الحالي يؤدي مهامه بطريقة ممتازة! ولكن لما ينزل الإصدار الجديد، يصير خاطرك تشتريه فكيف تفعل الخطة البديلة هنا؟ ذكر نفسك بقائمة أولوياتك.. وأثر خطوتك هذي على البيئة من حولك
الخاتمة
ي إحدى القرى، كان في رجل ثري عنده ولد واحد يتمنى إنه يورث أعماله عشان تكبر معه وتزدهر ولكن ابنه كان كسول نوعا ما وعاداته اليومية .. نقدر نقول سيئة بالمجمل فطلب من حكيم القرية أن يساعده في تأهيل ابنه ويصير واعي بأهمية عاداته فقابل الحكيم ولد الرجل الثري وبدأوا يتكلموا عن أحلامه وطموحاته وكان الحكيم ينصت له بإحكام.. ومن خلص سأله: هل تشوف بأن عاداتك الحالية بتساعدك في الوصول لهذا المستقبل المشرق؟ سكت الولد وفهم الحكيم بأنه سكوته.. علامة حياء من الإجابة. وفجأة طلب منه قلع نبتة صغيرة من الأرض فقام الولد بذلك بكل خفة وسرعة ثم طلب منه أن ينتزع نبتة أكبر حجما استغرق وقت أطول وجهد أكبر في هذه المهمة ولكنه انتزعها أخيرا، ثم أشار إلى شجرة جوافة قريبة وقال: الآن دور هذه تصبب الولد عرقا وهو يحاول تحريك الشجرة ولكن -وبالطبع- من دون جدوى، وقال: مستحيل! ابتسم الحكيم وقال له هذا هو واقع عاداتك السيئة كلما تعمقت جذورها بحياتك كلما كان أصعب التخلص منها، وأخيرا، تذكر بأننا كلنا نملك أهداف متقاربة ولكن نتائجنا بالحياة متفاوتة..وجزء من السبب يتعلق بمدى فهمنا لعاداتنا..فكّر اليوم، بالعادة اللي تحتاج توقفها.. الشجرة السامة اللي تعيقك عن تحقيق أحلامك وحاول تقتلعها من جذوها…قبل لا أخليكم،شاركوا الحلقة مع صديق يحتاج يجدد روتين حياته بالتخلي عن بعض العادات.
نلقاكم بالحلقة القادمة، دمتم بحفظ الله.
مصادر
The 5 Triggers That Make New Habits Stick
ماذا تعرف عن صيام الدوبامين؟.. دليلك للتخلص من عاداتك السيئة
Dopamine: The pathway to pleasure
The Spread of Obesity in a Large Social Network over 32 Years
Podcast: Craig Groeschel Leadership Podcast – Breaking Bad Leadership Habits
REDUCING ELEVATOR ENERGY USE: A COMPARISON OF POSTED FEEDBACK AND REDUCED ELEVATOR CONVENIENCE