بودكاست أشياء صغيرة

post-header

الجدول الزمني للحلقة

00:03 الاستهلال

01:13 المُقدمة التعريفية بالبودكاست

01:59 لغز التسويف مع أمثلة عامة

03:25 أسباب التسويف

05:45 تأثير التسويف على جوانب حياتنا

06:59 كيف نتعامل مع التسويف

10:57 مداخلة من شخص يحاول مقاومة التسويف

11:52 الخاتمة

يمكنك الاستماع إلى البودكاست عبر المنصات التالية

الاستهلال

قمت صباح الأمس وعندي هدف واحد فقط لازم أحققه قبل الساعة ١ الظهر فقمت فطرت شربت قهوة وبديت أشوف ايش صاير بالسوشل الميديا مر علي منشور صور صاحبي في سلوفاكيا ومخي بدأ يستجوبني ايش عاصمة سلوفاكيا وحاولت أتذكر عاصمتها يالله، كيف نسيت!! فرحت أبحث عنها رابط وراء رابط وفيديو يجر آخر، وفجأة انتبه بأن الساعة قريب ١٢! فتخيلوا ايش صار بعدين…ولا أقولكم أحسن أكملكم القصة …بكرة ☺

المُقدمة التعريفية بالبودكاست

مرحبًا بكم في بودكاست “أشياء صغيرة” المُقدّم لكم من شركة بيئة بسلطنة عُمان أنا “رياض عاشور” وهذي الحلقة السادسة من بودكاست معرفي ياخذنا بجولة خفيفة وممتعةلفهم العالم العجيب للعادات والسلوك نبسّط فيها الطرق والاكتشافات اللي تساعدنا في بناء العادات المفيدة وترك العادات السيئة في بودكاست أشياء صغيرة رح نقترب من سلوكياتنا اليومية ونعرف ليش نمارسها وكيف ممكن نغيرها أو نغيّر من سلوكيات اللي حولنا كل هذا بالاستناد إلى مواد وبحوث علمية وسواءً كنت تبحث عن تغيير عاداتك انت كشخص أو تسعى للتأثير في من حولك وتغيير سلوكياتهم للأفضل فهذا البودكاست راح يكون إضافة مناسبة لقائمتك المفضلة.

لغز التسويف مع أمثلة عامة

اليوم! باكر! بعد العيد! بعد الإجازة! بعد الراتب! شغلي رهيب تحت الضغط بعده واجد وقت ٥ دقايق وابدأ آخر آخر حلقة كل هذه الأصوات هي تحت تأثير حالة سلوكية يمارسها كل شخص منا على هذه الكرة الأرضية -ويمكن حتى بالمجرات الأخرى- هذي الحالة السلوكية هي المتهم الأول  في قضية تأجيلنا للمهام والأحلام هي حالة التسويف اللي -ومع الأسف-  تسرق وقت من أيامنا وتأخر إنجازاتنا… عرفها أهل الاختصاص على أنها سلوك يدفعنا لتأجيل أداء المهام أو تأخير تنفيذ المشاريع عبر القيام بشيء آخر يكون غالبا أقل أهمية ونتيجة له ما ننجز المهمة أو نسلمها بشكل ناقص..فكم لحظة تسويف شهد عليها مكتبك… فبدل لا ترد على الإيميل المهم -اللي بداخلك شوي خايف منه- قضيت ساعة على آخر التغريدات وبدل لا تبدأ في كتابة الخطة التسويقية للمنتج الجديد، بديت تنظف مكتبك وتسقي زرعتك -اللي ما كانت تحتاج ماي بالمناسبة- احنا -وبكل بساطة- نرحل مهام اليوم للغد مقابل استمتاع لحظي لا يُسمن ولا يُغني عن جوع! مع إن كنا بكل سنة نسمع تذكير زملائنا بالإذاعة المدرسية:لا تؤجل عمل اليوم إلى الغد.

أسباب التسويف + مثال بيئي بسيييط

منطقيا أكيد تساءلت مرة ليش ما زلت تأجل لبكرة الشيء اللي تقدر تسويه الحين؟ بعد أبحاث ودراسات عديدة حول لغز التسويف اتفق أهل العلم بأن دوافع وأسباب هذا السلوك تختلف من شخص لآخر فكل واحد منا عنده طريقة تسويفه الخاصة وأسبابه الفريدة للمماطلة..ولكن… بشارككم نقطتين أساسيتين يشملوا أسباب التسويف الأكثر انتشارا في عالمنا النقطة الأولى: العائد الفوري اللذيذ  لو تلاحظوا بأننا نميل للتسويف بالمهام اللي مالها مكافآت فورية كالمذاكرة ممارسة الرياضة أو تسليم عمل لمشروع بعده ببدايته فطبيعتنا البشرية تتغذى  على النتيجة الفورية وتسعد  بشعور لذة المكافاة بنفس وقت الجهد والتعب.. ويحدث ذلك لأننا نفصل واقعنا الحالي عن الغد وكأن قرار اللحظة الآتية غير مرتبط بنسختنا المستقبلية.

فمثلا لما تحط لنفسك أهداف مثل تعلم اللغة الإسبانية أو استخدام كوبك الخاص عند شراء القهوة أو التوقف عن استخدام أكياس البلاستيك المضرة للبيئة خيالك يرسملك سيناريو مستقبلي مثالي إنت في ربوع برشلونة..تطلب قهوة بكوبك اللي جبته معك من عُمان وبثقة تسولف مع الباريستا وتقوله:Quiero un café طبعا خيالك ما يذكرك بأن طريق الوصول لهذا المشهد الفنان يبدأ اليوم.. والآن.

 أما النقطة الثانية وراء مواقف التسويف هي تجنب الألم: وهنا ممكن يكون أي إجهاد ذهني أو جسدي أو مشاعر تسبب لنا الألم مثل الخوف والقلق والفشل والملل وغيرها فمثلا قد تهرب للتيك توك أو الانستغرام لأن المهمة أمامك تبدو مملة ومالها أي معنى لك فما في أي حافز يشجعك على البدء أو ممكن يكون المشروع ببدايته وغير واضح فتتخيله صعب وتخاف تنحرج أمام زملائك بعدم تحقيق الإنجاز المرجو هذي كانت بعض العوامل اللي ممكن تفعل زر المماطلة الداخلية عندنا، خلك مكمل معنا عشان تتعرف على أثر فخ التسويف على حياتك!

تأثير التسويف على جوانب حياتنا (قصة أو مثال حي)

لمماطلة بحياتنا لا تقتصر على عالم الدراسة والأعمال بل تلمس وتؤثر على أبعاد كثيرة بحياتنا: واجباتنا الاجتماعية عاداتنا الصحية خططنا المستقبلية وغيرها الكثير من الخطوات والقرارات المهمة والمؤجلة بسبب التسويف اللي نقدر نشبهه هنا ببطاقة الكردت ، اثنينهم ممتعين بالوقت الحاضر وما نحس بأثرهم العكسي..لحد ما نحتاج ندفع فواتيرهم.. فاتورة البطاقة.. وفاتورة الوقت! فإذا حاولت تقارن بين حالتك الذهنية ومزاجك الرايق بعد يوم منجز وبين وضعك النفسي بيوم أكله التسويف بيكون واضح لك إنه وبرغم جهدك وتعبك ولكن لذة الإنجاز نسّتك ساعات التركيز الطويلة وبعد صار عندك مجال تمارس أي شيء تبغاه بمتعة.. وحرية أما باليوم اللي انتصر فيه التسويف وقضيته قدام النتفلكس أو بالسرير تحت تأثير سعادة لحظية بهَت أثرها حين تسلل الليل وبدأت تستوعب حجم العمل المتراكم للغد واللي غالبا رح يضاعف تأنيب ضميرك ويزيد قلقك، فوين المخرج؟ المخارج كثيرة! وبشارككم بعضها بعد قليل.

كيف نتعامل مع التسويف

هل تتوقعوا نقدر نتحايل على التسويف؟ أرفع القبعة لصديقتنا الدكتورة الدكتورة كاتي ميلكمان Katy Milkman -إذا تذكروها من الحلقة الثالثة- اللي قدرت تكتشف ثغرة بلغز التسويف، هي طبعا كانت حالها حالنا..تحاول تدخل روتين النادي الرياضي لحياتها ولكن بنهاية كل يوم تكون مرهقة جدا وتستلم لنداء الكنبة المريحة لقراءة كتاب أو مشاهدة مسلسل.. وهنا!

خطرت لكاتي فكرة عبقرية.. فحطت لنفسها قاعدة تقول بإنه مسموح لها الاستمتاع بالكتاب أو المسلسل فقط وهي في الجِّم! يعني تتمرن وتسمع الكتاب أو تشوف الحلقة بنفس الوقت.

اللي قامت به هو دمج السلوك المحبب إليها
مع عادة تود بنائها وأطلقت على هذي الاستراتيجية اسم  temptation bundling واللي يمكن نترجمه بالعربي إلى “تجميع الإغراءات” الدكتورة ميلكمان حبت تأخذ خطوة إضافية للتأكد من فعالية القاعدة مع أشخاص آخرين.. فعلمت تجربة ضمت طلاب جامعة بنسلفانيا وطلبت منهم الالتزام بالرياضة لمدة ثلاثين دقيقة يوميا خلال عشرة أسابيع وقسمتهم إلى ثلاث مجموعات : المجموعة الأولى فقط استلموا بطاقات هدايا لمشاركتهم في التجربة.  المجموعة الثانية مُنحوا أجهزة آيبود محملة بأربع كتب صوتية من اختيار المشاركين وطلبت منهم الاستماع إلى الكتب فقط خلال ممارسة الرياضة، أما المجموعة الثالثة -وهي محور الدراسة – مُنحوا أجهزة آيبود محملة بكتب صوتية معروفة بقدرتها على جذب المستمع.. ولكن يُسمح لهم باستخدام جهاز الآيبود فقط بداخل النادي الرياضي.. هل عندكم أي توقعات لنتائج التجربة؟ المجموعة الأخيرة فعلا كانت الأكثر التزاما مقارنة بالمجموعة الأولى والثانية فنصهم تقريبا استمروا بزيارة النادي الرياضي والتزموا بممارسة الرياضة لمدة ٣٠ د خلال فترة التجربة، في بعد طريقة ممكن تساعدك في تقليل ساعات التسويف بأيامك من خلال وضع قيود مسبقة حول أفعالك المستقبلية يطلق علماء النفس على هذي الطريقة  اسم أداة الالتزام فعلى سبيل المثال، إذا كنت تريد الادخار ولكن تعرف ضعفك أمام مغريات الحياة.. تقدر تفتح حساب توفير وتطلب من البنك إنهم يسحبوا مبلغ مُعيّن شهريا 
ويكون بحساب ما تقدر تسحب منه إلا عن طريق البنك مثلا.. هذي الصعوبات تقلل من فرص صرفك للمبالغ!

ولو تفكر فيها فهذا بالضبط اللي يحصل مع نظام الجمعيات اللي منتشر معنا في السلطنة واللي هو لما تشترك  في جمعية مالية مع أصدقاءك أو عائلتك وتحوّل شهريًا مبلغ ثابت بحيث تستلم بعد فترة مبلغ الاشتراك كاملًا وهذي الطريقة اللي يلجأ لها الكثيرين من أجل الادخار لبناء منزل أو شراء سيارة أو للزواج مثل ما ذكرنا سابقا بالحلقة، للتسويف دوافع كثيرة مما يعني ما في حل سحري واحد ممكن نتحصن به ضد المماطلة! ولكن الوعي بطبيعة مشكلتك مع التسويف وبذل مجهود ومحاولة تفادي مخاطره هو بداية المشوار.. شخصيا، صار لي مدة قصيرة استخدم طريقة ناسبت وضعي لما أواجه تحدي البدء بمهمة صعبة.. أضع منبه لمدة عشر دقائق وأقول لنفسي كل المطلوب منك هو أنك تعمل عليها لمدة عشر دقائق فقط.. ايش أسوأ شي ممكن يصير؟ اللي اكتشفته إنه هالاسلوب يفتح لي باب التعرف على المهمة عن قرب أكثر.. وبالتالي أكسر حاجز التردد والخوف..وبمرات كثيرة ألقى نفسي كملت حتى بعد الدقايق العشر.. وهالشي يصير لأن بعض الباحثين أثبتوا أننا حين نبدأ المهمة.. تتغير صورتها بذهننا.. يقل خوفنا وتزداد ثقتنا بأننا قادرين نكملها..وحتى ممكن نبدع فيها!

مداخلة من شخص يحاول مقاومة التسويف

وعشان نوضح الفكرة أكثر، د.محمد الحاجي المختص في العلوم السلوكية والاجتماعية يشرح في – المداخلة الصوتية التالية اللي أخذناها من قناته الجميلة في اليوتيوب- طبيعية التسويف والحل السحري كيف ممكن نتخلص منه: 

الخاتمة

يَحكي رئيس الوزراء البريطاني الأسبق ونستون تشرشل عن حدث غير مسار مغامرته الفنية بالكامل حيث أنه بدأ الرسم بعمر الأربعين سنة وكان يقضي وقتا طويلا أمام الكانفس الأبيض -حتى أنت كنت تسوف يا تشرشل! – المهم، بإحدى لحظات اللوحة الفارغة دخل عليه أحد معارفه وسأله عما يفعل فرد عليه: أرسم! فضحك الشخص وقاله وين الرسمة بالضبط؟ وامسك بفرشاة كبيرة واختار لون عشوائي ولطخ اللوحة وقال لتشرشل: الآن عندك رسمة تعدلها، بتلك اللحظة، تغيرت مشاعره تجاه الصفحة البيضاء فما عادت تثير قلقه وقل خوفه وازدادت ثقته! حتى أنه إحدى لوحاته تقدر اليوم  بما يقارب ال12 مليون دولار! هذي القصة إثبات بأن عبور العتبة الأولى يخلينا نشعر بأننا قدها وقدود! فأكثروا من تحدي الصفحة البيضاء.. ومن تحدي المماطلة الأول أخيرا،تذكر لما أمس قلت بترسل لزميلك بكرة حلقة من بودكاست أشياء صغيرة، هل رسلتها؟ 

 لقائنا قريب 

بالحلقة القادمة.. باذن الله.

مصادر

محمد الحاجي – أزمة البدايات

كتاب Solving the Procrastination Puzzle by Timothy A. Pychyl

كتاب how to change – katy milkman

Procrastination Research Group

Procrastination triggers: eight reasons why you procrastinate

How to Stop Procrastinating: 4 Ways to Get Started

رسمت بالمغرب.. لوحة نادرة لونستون تشرشل باعتها أنجلينا جولي تحطم الرقم القياسي بمزاد

How to Stop Procrastinating

Procrastination Through the Ages: A Brief History of Wasting Time

Why Wait? The Science Behind Procrastination

A New Way to Understand Procrastination