بودكاست أشياء صغيرة

post-header

الجدول الزمني للحلقة

00:04 الاستهلال

01:31 المُقدمة التعريفية بالبودكاست

02:21 البداية من النهاية

05:00 ربط تغير المناخ العالمي مع عاداتنا وخيارتنا اليبئة عرض نموذج EAST

08:18 أمثلة عن استخدام علوم السلوك في التلوث البلاستيكي إعادة التدوير: الألوان والأحجام

12:12 أمثلة عن إهدار الطعام

17:43 الخاتمة

يمكنك الاستماع إلى البودكاست عبر المنصات التالية

الاستهلال

بظهر يوم صيفي عادي تجلس ريم في مكتبها تقرأ وترد على ايميلات لانهائية تنتظرها بعد إجازتها السنوية وتشوف بنظرة سريعة على النافذة, على المنظر اللي يحسدها عليه زملائها, لاحظت بأن أمواج البحر هائجة على غير العادة بهذا الوقت من السنة, رفعت رأسها وشافت الغيوم متناثرة بالسماء فابتسمت.. وقالت لنفسها يا حلاة المطر بالصيف! وانشرح صدرها لتغير الجو اللطيف  ودندنت فواد سالم حجيك مطر صيف لكن ما كان تغيّر الجو لطيف.. أبدا, لأنه كان بداية لإعصار !! تجاهلت ريم وسكان مدينتها تحذيراته… وصار اللي صار !! 

هل ذكرك هذا الموقف بموضوع مهم تتجاهله البشرية اليوم؟ بنتعرف مع بعض على أهم موضوع لازم يشغل بال كل شخص على هذا الكوكب. 

المُقدمة التعريفية بالبودكاست

مرحبًا بكم في بودكاست “أشياء صغيرة” المُقدّم لكم من شركة بيئة بسلطنة عُمان أنا “رياض عاشور” وهذي الحلقة الثانية عشر والأخيرة في الموسم الأول من بودكاست معرفي يأخذنا بجولة خفيفة وممتعة لفهم العالم العجيب للعادات والسلوك نبسّط فيها الطرق والاكتشافات اللي تساعدنا في بناء العادات المفيدة وترك العادات السيئة  في بودكاست أشياء صغيرة أخذناكم في رحلة اقتربنا فيها من سلوكياتنا اليومية وتعرفنا ليش نمارسها وكيف ممكن نغيرها أو نغيّر من سلوكيات اللي حولنا كل هذا بالاستناد إلى مواد وبحوث علمية سواءً كنت تبحث عن تغيير عاداتك انت كشخص أو تسعى للتأثير في من حولك وتغيير سلوكياتهم للأفضل  فهذا البودكاست راح يكون إضافة مناسبة لقائمتك المفضلة.

البداية من النهاية

المقطع التالي كان من الكلمة الترحيبية  للرئيس المصري عبد الفتاح السيسي في مؤتمر المناخ كوب سبعة وعشرين ٢٧ اللي عُقد في نوفمبر ٢٠٢٢ بشرم الشيخ

https://www.skynewsarabia.com/middle-east/1569339-انطلاق-مؤتمر-المناخ-cop27-مستوى-القادة

ذكّر الرئيس المصري الحضور من قادة العالم بخطورة الأزمة المناخية اللي يعيشها كوكبنا.. ويشهد العالم تداعياتها من الشرق إلى الغرب..من فيضانات وأعاصير وبراكين وحرائق وارتفاع شديييد في درجات الحرارة شخصيًا ما يكاد يوم يمر عليّ من دون مشاهدة شخص واحد على الأقل في مواقع التواصل الاجتماعي يتذمر من حرارة الجو وتأخر نسمات الشتاء..نحن نعايش أثر بسيط من أزمة التغيّر المناخي..اللي نميل لتفادي الحديث عنها أو بأفضل الحالات.. قد نعترف بوجود المشكلة ولكن معظمنا يتجاهل خطورتها.. ودائمًا ما نتناسى دورنا المهم في الحد من تداعيات التغير المناخي.. ليش نميل لهذه الاعتقادات؟ وليش جهودنا بسيطة وخجولة في تغيير السلوك البشري البيئي؟ في الحلقة الأخيرة من الموسم الأول لبودكاست أشياء صغيرة اخترنا أن نُغلّف الحلقة بثوب أخضر بامتياز عشان يذكرنا بغايتنا الأسمى وهي الحفاظ على كوكبنا نظيف ومستدام وأخضر… ونحاول اليوم فهم مدى تأثير سلوكنا المجتمعي والفردي على الهدف المشترك في إعمار الأرض وصونها بنفس الوقت وبنتعرف على الخطوات والطرق السلوكية  اللي تساعدنا للوصول لذلك. إذا كنت تهتم بمستقبلك ومستقبل الأجيال القادمة لا تفوت هذي الحلقة..

ربط تغير المناخ العالمي مع عاداتنا وخيارتنا اليبئة + عرض نموذج EAST

لطالما وفرت لنا الطبيعة الظروف المناسبة لنزدهر والمقومات الأساسية عشان نأكل ونشرب.. ونعمل ونبدع هذا الكوكب الكريم جدا.. الجميل جدا اللي نجتمع جميعا على حبه..لكننا وبرغم كل النوايا الحسنة نخليه أمام مخاطر بيئية لا تعد ولا تحصى مصدرها أسلوب حياتنا… يقول أحد خبراء تغير المناخ في الأمم المتحدة  بأن الناس عامة تريد المساهمة في موضوع حياد الكربون..ولكن قد تبدو لهم العلاقة بين عاداتهم اليومية والقضية البيئية الأهم غامضة ..أو معقدة هل لاحظت بأن مصطلح “حياد الكربون” صار يتداول بشكل كبير؟ أنا بصراحة ما كنت أعرف ايش معناه ولكن لما بحثت عرفت بأنه الحياد الصفري الكربوني أو الحياد المناخي  هو مصطلح يشير لعملية الموازنة بين كمية الكربون المضاف للغلاف الجوي نتيجة قطاع الطاقة من الفحم والغاز والنفط وبين كمية الكربون اللي نتجنب استخدامها أو نزيلها من خلال عدة طرق مثل استخدام الطاقة المتجددة والتشجير وغيرها من الطرق  اللي تساعدنا على امتصاص الكربون من الغلاف الجوي. وإن كنت تتساءل ليش نسوي هذا كله من الأساس؟ لأننا اليوم نعايش مستويات مرتفعة  من غاز ثاني أكسيد الكربون  لم يشهدها العالم قبل الثورة الصناعية  اللي يعتبر أحد الغازات الدفينة اللي تساهم في حبس الحرارة لقدرته على البقاء بالغلاف الجوي والمحيطات لفترات طويلة  وهو المتهم الرئيسي في تكاثر موجات الحرارة والجفاف والحرائق والفيضانات. وهنا يجي دور العلوم السلوكية في هندسة البيئة والخيارات ورسم مسارات تحفز الناس لاتخاذ قرارات بيئية أفضل وذلك بغضّ النظر عن لو كانوا يعرفوا هذي المصطلحات العلمية بشكل صحيح أو يعرفوها بشكل سطحي ومتواضع السؤال هنا.. كيف ممكن تطبيق ذلك عمليا؟ يعتبر نموذج “إيست” EAST أحد أهم الطرق المستخدمة لتغيير السلوك من قبل متخذي القرارات سواء كانوا بالحكومات أو المجتمعات أو حتى على النطاق الشخصي والعملي  يحتوي النموذج على أربعة ٤ عناصر أساسية مرتبطة بحروف الكلمة فحرف الإي يدل على Easy  أي السهولة وحرف الأيه يدل على Attractive أي جذاب وملفت وحرف الأس يدل على Social أي اجتماعي وحرف التيه يدل على  Timely أي التوقيت المناسب فأي تغيير سلوكي يحتاج منا جهد عشان يكون سهل التبني وجذاب  ويثير الاهتمام  كما أنه من المهم جدا أنه يغلب عليه طابع اجتماعي ليحظى بالقبول والمشاركة  وأيضا التوقيت يلعب دور أساسي.. فالتدخل بالوقت الصح يصنع التغيير الصح! العلاقة بين العلوم السلوكية والعادات البيئية متشعبة وعميقة لكننا في هذه الحلقة نركز على نقطتين أساسيتين مهمييييين جدا لكل فرد يشاركنا الماء والهواء والتربة!

أمثلة عن استخدام علوم السلوك في التلوث البلاستيكي إعادة التدوير: الألوان والأحجام

إذا نسوي زووم على قضية إدارة النفايات وإعادة التدوير بنشوف بأن في جهود كبيرة حول العالم  لمحاولة تقليل النفايات وزيادة إعادة التدوير أحد الأمثلة كانت تجربة في مدينة أدنبرة عاصمة أستكلندا  استهدفت حوالي ١٤٠ ألف منزل قاموا فيها بوضع حاويات صغيرة للنفايات العادية  وحاويات كبيرة لتدوير النفايات.. النتيجة كانت مذهلة! كل بيت تقريبا زاد إقباله على إعادة التدوير بنسبة ٨٥٪! تغيّر السلوك هنا مرتبط بعدة جوانب الجانب الأول هو أن صناديق إعادة التدوير كانت لافتة للنظر وبحجم كبير والحجم الكبير عادة يشير لأهمية الشيء وهذا ما جعله خيار جذاب للكثير من الأشخاص لشعورهم بالمساهمة في شيء جوهري! الشيء الثاني هو أن هذي الحركة سهلت لهم العملية.. فوجود حاوية كبيرة متخصصة لإعادة التدوير ما تعطيهم مجال للتكاسل أو وضع أعذار لعدم تدوير نفاياتهم! فبالمرة القادمة لما تلفت انتباهك حاويات إعادة التدوير الملونة والمقسمة بحسب المواد (ورق وبلاستيك وعلب..) تذكر بأن هذا ما صدفة! في تجربة أخرى مثيرة للاهتمام بنفس النطاق أجراها فريق عمل  BEHAVIORAL INSIGHTS المتخصص في مجال علم الاقتصاد السلوكي وبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي وحكومة جزر سليمان هدفت للحد من استهلاك البلاستيك أحادي الاستخدام.. ركزت التجربة على نقطة مهمة بالسلوك البشري وهو ميلنا لاختيار الوضع الافتراضي والمعد مسبقا.. وإحدى سبل التغيير تكون عبر تعديل هذا الوضع لجعله خيارا أفضل! اختار الفريق بدء التجربة بعدة مدارس في هونيارا لسبب بسيط وهو أنهم لاحظوا بأنه آلاف النفايات ذات الاستخدام الواحد يتم التخلص منها هناك خلال وقت الغداء يوميا! ايش سووا خلال التجربة؟ بعض المدارس جربت تقديم وجبات الغداء بأوانٍ قابلة لإعادة الاستخدام وخبروا الطلاب بأن مبلغ بسيط من سعر الوجبة رح يرجع لهم  إذا رجعوا الإناء للمقصف! ومدارس أخرى جربت إنها تقلل قيمة الوجبة  في حال جابوا إناء ممكن يعاد استخدامه من البيت!ولاحظوا بأن المثال الأول لاقى قبول أكبر من قبل الطلاب والموظفين  فكانوا يعيدوا الأوان لاسترداد المبلغ.. لنجاح التجربة،  قررت المدارس بالاستمرار بهذا المسار حتى بعد انتهاء التجربة..ولكن النقطة الأهم هنا هو أن أثر التجربة الصغيرة امتد ودفع حكومة جزيرة سليمان لحظر 5 أنواع من البلاستيك للاستخدام دفعة واحدة في عام 2020! حسيت بأهمية الأشياء الصغيرة ☺؟ تقليل توليد النفايات بشتى أنواعها  مفروض يكون شغلنا الشاغل لأنه مستقبلنا مرتبط به ارتباط قوي! هالموضوع دايما يذكرني بالفيلم الكرتوني  WALL-E اللي جسد فكرة مرعبة.. وواقعية.. لحد ما فكرة تراكم القمامة بشكل خارج عن السيطرة أبراج نفاييياااات دفعت البشر إلى الهجرة للفضاء! لأننا طبعا ما نريد نوصل لهذي المرحلة،  هل لمساهماتنا الفردية أثر ملموس في  تقليل إنتاج النفايات؟ خلونا نرجع لبداية السلسلة  ونسأل أنفسنا ليش نقوم بشراء شيء ما نحتاجه من الأساس؟ مثل تلفوناتنا اللي نبدلها كل ما نزل واحد جديد برغم إن جهازنا يكون بأفضل حال وما بحاجة لتبديل هذي الخطوة البسيطة اللي نسويها تلقائيا تساهم في إضافة قطعة جديدة في مردم النفايات وكوكبنا في غنى عنها! فخلونا نتأنى دائما قبل كل عملية شرائية ونخلي البيئة في مقدمة أولوياتنا…

أمثلة عن إهدار الطعام

إذا كنت من محبي البوفيهات بالمطاعم والفنادق فأكيد لاحظت على نفسك بمرات عديدة إنك تتحمس وتعبي صحنك من ما لذ وطاب وبعدها تشبع بسرعة..فتساهم بدون قصد طبعا في إهدار الطعام! تخيّل بأنه عالميا نقوم بإهدار ما يقارب مليار وثلث طن من الغذاء سنويا بحسب  منظمة الأغذية والزراعة للأمم المتحدة  التي تُعرف ب(الفاو)  وهذي الكمية تساوي وزن ما يقارب ٢١٦ (ميتين وستعشر) مليوووون فيل! تخيّل!! وفي عُمان -ومع الأسف الشديد- تقدر كمية الطعام المهدر بما يقارب 57 مليون ريال عماني سنويا!! فهل يستطيع العلم السلوكي تحفيزنا لتقليل إهدار الطعام؟ قامت شركة متخصصة بتطبيقات العلوم السلوكية  بعمل تجارب عشوائية في مطاعم الفنادق اللي تقدم بوفيهات  ولاحظوا بأن تصغير حجم الصحون مع وضع لافتات تؤكد للضيوف بأنهم يقدروا يرجعوا يأكلوا وجبات أخرى أدى إلى انخفاض ملحوظ في هدر الطعام! بدون ما يأثر على رضا نزيل الفندق! في مثال آخر، قام فريق بإحدى الجامعات بإنشاء نظام للتبرع بالطعام الزائد  بعد انتهاء الاجتماعات والفعاليات ووفروا ما يقارب ممن ٧٠٠٠ كجم من الطعام كان يُهدر بالسابق!

https://www.instagram.com/p/CNnTPJljXhm

وعلى المستوى المحلي ففي كل عام تقريبًا تطلق شركة بيئة حملة توعوية في شهر رمضان المبارك وذلك بهدف تشجيع الناس على التقليل من هدر الطعام وبالأخص مع انتشار الولائم والعزائم وعادات التسوّق الخاطئة  اللي تخلي  البعض يشترون كمية طعام أكثر مما يحتاجونه  وبالتالي ينتهي به المطاف – مع الأسف- في حاويات القمامة. وفي عام 2021 اتبعت الشركة أسلوب مختلف بعض الشيء فكان بطل الحملة هذي المرة هو امرأة عجوز اسمها “الحبوه خولة” وللتوضيح لمستمعينا غير العمانيين فكلمة “حبوه” تعني الجدّة وكان أسلوب “الحبوه خولة” طيلة الحملة قريب من أسلوب أمهاتنا وجداتنا فالحملة بدأت بانتشار رسالة واتساب تنازع فيها الجدة بناتها بسبب الإسراف في الطعام يعني نفس مثلما يستخدمن الجدات في الواقع الواتساب في العادة من خلال تسجيل الصوتيات وليس الكتابة واستمرت الحملة بمقاطع وأنشطة مختلفة قريبة من الناس  تنصح فيها الجدة بأسلوب عفوي وبكلمات مرتبطة بالمجتمع المحلي بل وتم استضافتها في إحدى البرامج الإذاعية المحلية للحديث عن الموضوع وهو ما ساهم في إن الحملة تنتشر في أوساط الناس وإنهم يتفاعلوا معها بشكل كبير ويتبّنوا مفرداتها وكلماتها ومن الملفت للنظر إن الجمهور صارت تستخدم نصايح الجدة ومفرداتها في الرد على بعض الإعلانات الدعائية اللي كانت تحث الجمهور على الاستفادة من العروض الرمضانية من أجل الشراء بكميات أكثر وحققت الحملة هدفها من الوصول للناس وتشجيعهم لتبني الرسالة وبالأخص في الشبكات الاجتماعية فوصلت الحملة مرتين لأعلى قائمة الوسوم الأكثر انتشارًا أو التريندز في تويتر وظهرت تغريدات الحملة أكثر من مليونيّ (2) مرة هناك بينما في الانستغرام وصلت لأكثر من ثلاثمائة (300) ألف مستخدم  وفي اليوتيوب وصلت مُشاهدات فيديوهات الحملة لأكثر من أربعمية (400) ألف مشاهدة خلال شهر رمضان والأهم من هذا كله هو إن حضور الحملة لا زال في أذهان الجمهور حتى بعد مرور أكثر من سنة عليها ولا زال الناس يستخدمون مفرداتها

https://www.instagram.com/p/CN0PVJZDe6X

اعتقد كلنا مرينا بلحظات نتضايق فيها من أنفسنا واحنا نرمي  مواد غذائية انتهت مدة صلاحيتها أو لما بعد عزيمة كبيرة نخزن الأكل الباقي بالثلاجة وننساه ونضطر نتخلص منه بعد فترة.. فكيف نحط حد لهذه السلوكيات اللي تساهم في تدمير البيئة :

  • أولًا، قبل لا تروح السوبرماركت، تأكد من الأغراض اللي معك بالثلاجة خاصة المواد اللي ممكن تتلف بسرعة مثل الخضار والفواكه والألبان.
  • ثانيًا، تأكد من تواريخ الانتهاء عند شراء المواد الغذائية.
  • ثالثا سويلك جدول للأكل عشان لا تشتري مواد ما رح تستخدمهم بالفترة القادمة.
  • رابعا، لما يكون عندك مواد قريب تنتهي بالثلاجة، اخترع وصفات واستمتع بإبداعاتك اللذيذة!

لا تستهين أبدا بقدرتك على التغيير وقوة الخطوات البسيطة في التأثير على البيئة من حولك.. فلا تستهين بكمية الماء اللي ممكن توفر ما تسكر الحنفية وأنت تفرش أسنانك صباح كل يوم أو لما تسكر ليتات البيت بالأماكن اللي محد يستخدمهم أو حتى لما تفضل تمشي لمشوار قريب بدل استخدام السيارات..كل خطوة.. مهمة فهي كأثر الفراشة..ومثل ما قال محمود درويش: “أثر الفراشة لا يُرى.. أثر الفراشة لا يزول”

الخاتمة

حكاية حلقة اليوم تقول:  بقاع بحر عميق.. كان في سمكة تدعى “كاف” يميل لونها لأبيض شفاف تعيش مع زميلاتها وزملائها من الأسماك والمخلوقات البحرية  برغم أن شكلها الخارجي مختلف.. كانت كاف تشعر دائما بأنها ما تنتمي للمكان .. تسبح مع الجميع وترافقهم لكنها ولسبب ما.. ما كانت تشعر بأنها محبوبة وكأن الجميع يتجنب الحديث معها استمرت على هذه الحال إلى أن قررت السباحة للأعلى  واكتشاف أماكن أخرى تنتمى إليها.. وصلت لسطح البحر وأخرجت رأسها قليلا  وياللصدمة كاف اكتشفت أنها تستطيع التنفس خارج الماء! “هل أنا كائن خارق؟” تساءلت كاف رفعت رأسها
وإذا بنورس يقبض عليه ويطير بها في أرجاء السماء تتنفض كاف من الخوف.. وأنه راح يأكلها حتما.. لكن حجمها الكبير ساعدها على النجاة فراماها الطائر في حديقة أحد المنازل عشان يلقاها طفل صغير فيأخذها ويتجه لوالده ويقول:  بابا بابا لقيت كيس بلاستيكي مناسب لصنع طائرتي الورقية! فيّلونها بألوانه المفضلة  ويربطها بحبل يناسب حجمها.. فتطير كاف بالسماء.. سعيدة.  فهي أخيرا وصلت لحيث تنتمي. قبل أن نختم الموسم الأول  من بودكاست أشياء صغيرة، نتساءل: إلى متى تصبر الأرض على عاداتنا؟ ما لوقت طويل..يا أصدقاء، فابدأ الآن.. ومن مكانك، ودائمًا ابدأ من الأشياء الصغيرة.. 
ودمتم بخير وعافية
إلى أن نلقاكم في المواسم القادمة.

مصادر

قمة المناخ.. تحذير دولي من مخاطر كارثية على البشرية

مؤتمر كوب 27 ينطلق لإحياء النضال من أجل المناخ وسط تحذيرات من “التقاعس” | AFP

Succeeding with your Sustainability Initiative: Behavioral Economics Edition

1.3 billion tonnes of food waste = 216,666,666 elephants!

‘Nudging’ hotel guests to reduce food waste as a win–win environmental measure

The Little Book of Green Nudges

Cutting single-use plastics in Solomon Islands schools